ارتبطت الصورة النمطية للصيدلي بما نراه من خدمات يتم تقديمها في الصيدليات المجتمعية والمستشفيات، والتي يكون الصيدلي فيها الخط الأخير في تقديم الرعاية الطبية من خلال صرف الدواء وتقديم الاستشارة الدوائية، وهو بلا شك أمر أساسي في تعليم الصيدلي ومهنته العظيمة، لكن بين كتابة الوصفة وصرفها والشفاء (بإذن الله) أعمال كبيرة جداً يقدمها الصيدلي قد لا تكون واضحة للمريض ولكنها أساسية لدى الفريق الطبي، وهو ما يقدمه قسم الصيدلية الإكلينيكية من تعليم وتدريب.
حيث يقوم القسم بتدريس مقررات الصيدلة الإكلينيكية التي تهدف إلى إمداد الطالب بالمعلومات التطبيقية، التي تؤهله إلى تقديم خدمات أفضل للمرضى، مما يُسهم في رفع مستوى الرعاية الصحية بصفة عامة، وحسن استخدام الدواء بصفة خاصة، وتشتمل الصيدلة الإكلينيكية بمفهومها الواسع على: قيام الصيدلي بدورٍ أساسيٍّ ضمن فريق الرعاية الصحية، ومن هذه الأدوار: مقابلة المريض، ومتابعة العلاج الدوائي، وتقديم النصح والإرشاد للمريض فيما يختص بالطريقة الصحيحة لاستخدام الدواء، والتأكد من عدم وجود تداخلٍ دوائي، كما يقوم الصيدلي بتزويد الطبيب والمريض وهيئة التمريض بالمعلومات الدوائية التي تساعدهم على أداء أعمالهم بصورة أفضل، وتعتبر كلية الصيدلة بجامعة الملك سعود رائدةً في تدريس هذا المجال في منطقة الشرق الأوسط، واهتمت بالتطور المستمر في هذا المجال و حرصت على مواكبته بل وعلى تقديم نماذج يحتذى بها في المملكة وفي العالم العربي.
حيث يقدم القسم التعليم والتدريب الصيدلي الإكلينيكي بشكل محاكاة قبل التخرج بحيث يستطيع الطالب من استيعاب الفكرة أولا ومن ثم تطبيقها بشكل شبه حقيقي قبل العمل. أيضا يقدم القسم برامج الإقامة العامة والتخصصية المعتمدة محليا ودوليا، بالإضافة لبرامج الزمالة الإكلينيكية كأول جامعة عربية وشرق أوسطية تقدم هذه البرامج في الصيدلة. ويحرص القسم بأن يكون التعليم الصيدلي الإكلينيكي المقدم على أفضل المعايير التعليمية القائمة على الممارسة والمتطورة بشكل مستمر.
د. عبدالعزيز بن محمد الحسن